روائع مختارة | روضة الدعاة | المرأة الداعية | نَفَحاتُُ.. إلى الأخوات الداعيات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > المرأة الداعية > نَفَحاتُُ.. إلى الأخوات الداعيات


  نَفَحاتُُ.. إلى الأخوات الداعيات
     عدد مرات المشاهدة: 9160        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم.

الدعوة الى الله شرف لاتناله الا من أحبّها الله.. فما هى الا إستعمالٌ من الله أراده للمرأة الداعية لتنال بذلك شرف التأسى بالأنبياء والسير على نهج الصالحين والتمتع بحلاوة القرب منه سبحانه وتعالى.

فاذا أردتِ أختى الداعية أن يحبك الله فاسأليه دائما أن يستعملكِ لا أن يستبدلكِ، {قل هذه سبيلى أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين} [يوسف:108].

¤ اولاً:

إعلمى أختى الداعية أن العبادة لله تعالى هى المهمة العظمى التى خلقنا الله من أجلها {وماخلقت الجن والانس إلا ليعبدون} [الذاريات:56].

وهى الناموس الذى يسير الكون على نسقه ومقتضاه لتكونى قانتة خاشعة لله مسلمة ساجدة مسبحة، وعبادة الله هى الطريق السوى الذى يصل بكِ إلى الجنة وماعداه فهو الشذوذ والإنحراف.

¤ ثانياً:

إحرصى على توظيف المهام العظيمة للعبادة.. فالعبادة حياة الروح.. وإنما تتربى الروح بحسن عبادتها وتَعبّدها لله بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء.. فالعبادة تربى الروح فتصفو النفوس وترق القلوب ويتربى فى الانسان الضمير الحى الذى يكون له دور كبير فى توجيه حياة صاحبته.

¤ ثالثاً:

إعلمى ان العبادة الصحيحة لله تعالى بشتى صورها من صلاة وزكاة وحج وصيام وجهاد وغيرها لابد وأن تكون ذات أثر، ويجب أن تؤتى ثمارها فى شتى المناحى والأمور:

ـ فهى تزيد الايمان {إنما المؤمنون الذين اذا ذُكر الله وجلت قلوبهم واذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} [الأنفال:2]، واذا زاد الايمان ظهرت آثاره الواضحة على النفس فى معتقدات صحيحة وأفهام سليمة وأخلاق سامية ومواقف مُتّزنة ربانية معتدلة ونشاط نافع وعلم صالح وصلاح عام.. فالاسلام أيتها الداعية دين عظيم يتمتع بالشمول والجمال فى كل شيء.

ـ تجعل الداعية المسلمة تسعى دائما للبلوغ بنفسها إلى الكمال الإنسانى فى العقول والقدرات والطاقات الجسمية والعلمية وغيره مما يجعلها قادرة على الإرتفاع بنفسها والسموّ والرقى بها.

ـ حصول الأمن النفسى، فمن نتاج العبادة شعور المسلمة بسعادة وأمن وإطمئنان نفس ولذة وجدانية عالية فيظهر ذلك على نفسها وروحها وقسمات وجهها وجوارحها {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الآمن وهم مهتدون} [الانعام:82].

¤ رابعاً:

إعلمى أختى الداعية أن ذكر الله حياةُ للقلوب وراحةُ للنفوس وصفاءُ للذهن، وقد جاء عنه الحديث فى القرآن مرتبطا دائما وأبدا بمن آمن بالله ثم إستقام على منهجه، وجاء الحديث عن نسيان ذكر الله ملازما لمن لم يستقيم فى حياته وعمله وسلوكه بشكل عام.

والذكر له فوائد ونتائج وثمار باهرة:

* فهو يطرد الشيطان.

* ويرضى الملائكة والرسول والرب الرحمن.

* ويزيل الهم والغم عن القلوب ويقوى القلوب والابدان.

* ويُنير الوجه ويجعله كالقمران.

* ويجلب الفرح والسرور ويأتى بالبيان.

* وتشهد الأرض بشواهدها لذاكرا لله كثيرا لاتراه من كثرة الذكر ظمآن، فالذى يذكر ربه فى قمة الجبل أو قائما أو قاعدا أو على الشٌطآن، كل ذلك يشهد له بالحب عند رب رحمن.

وإعلمى إختى الداعية أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال فقط وباللسان، بل هو حس وروح وإيقاظ للغفلان، لتتحرك النفس بصاحبها إلى برّ من الأمن والأمان.

* روحانية وشفافية وربانية وإيمان.

* ويتجلى الرب بجميل من كرامات ورضا وغفران، فتصبح النفس ريحانة كأنها قُطفت من البستان، فالله الله فى ذكر كثير تنل به رحمة وجنان.

¤ خامساً:

إحرصى دائما على أن تحجزين بيتا لك بالجنة، وكونى دائمة الحذر من الأعداء الألداء الهوى المتبع والإعجاب بالنفس والشح المطاع فهن المهلكات المضيّعات حسبنا الله اللطيف منها الرحمن.

¤ سادساً:

إعلمى أن تفقدك للمريضة من النساء وعودتك لهن ومساعدتك لهن وتطييب خاطرهن والوقوف بجانبهن وحملهن على أكتافك والمسح على رأسهن وجلب الطبيبة والدواء لهن والتسلية عنهن وإدخال السرور إلى قلوبهن وجعل خَدّك مَخدّة لهن، إعلمى انها عبادة عظيمة وإثبات لحسن صلتك بربك وتجسيد لمعانى الحب والرحمة فالإسلام ماهو إلا حب ودعوة الله ماهى إلا حب وماأحلى الحب والرحمة، وتذكرى قول الله تعالى فى الحديث القدسى: «يابن آدم مرضت فلم تعدنى، مرض عبدى فلان فلم تعده ألم تعلم أنك اذا عُدته لوجدتنى عنده».

¤ سابعاً:

لو سافرتِ سفرا ولم ترجعين منه بربح لبكيتِ فوات أرباحك وضياع أوقاتك، ورحلتك فى أيام الدنيا كذهابك للحج، ان لم ترجعي منها أيضا بربح وفير وذنب مغفور وجديد فى جديد، فلا يكون لكِ إلا أن تبكين على نفسكِ، إبكي على ضياع أوقاتكِ وتعبكِ ومالكِ، إبكِ على جنة أوشكت أن تضيع تفلت من بين يديكِ بعدما كانت فى قبضتكِ.

¤ ثامناً:

لو قلنا أن إنسانا يشتاق للجنة ويتمناها ويرجوها سكنا له ومقرّا فإن ذلك أمر مألوف طبيعى فطرى لاشيء فيه، كذلك فإن الجنة أيتها الداعية تشتاق إليكِ بل إلى كل مؤمن صالح عابد عاملا لدينه ناصرا لرسوله محبا للصالحين.

إن الجنة تشتاق؟

نعم تشتاق ..

تشتاق للنساء العابدات.

اللواتى سمت أرواحهن وصفت نفوسهن.

الذاكرات كثيرا لله.

اللواتى عملن لرفعة دينهن والإنتصار لرسولهن .

اللواتى إذا ذٌكر الله وجلت قلوبهن.

الصابرات فى البأساء والضراء.

الكاظمات الغيظ والعفّوات عن الناس.

المحسنات الطاهرات المحمديات الربانيات.

اللواتى كُنَّ أولياءا لله.

اللواتى كُنَّ جنودا لله.

اللواتى عملن بمراتب التقوى التى قال عنها على رضى الله عنه وكرّم الله وجهه:

الخوف من الجليل  ....   فخفن ربهن.

العمل بالتنزيل   ....   فعملن بالقرآن.

القناعة بالقليل   ....   فقنعن ورضين بعطيّة الله.

الإستعداد ليوم الرحيل ...  فسهرن لله وقُمنَّ لله وأتعبن الوقوف بين يدى الله.

هؤلاء الذين حملن للدنيا مشاعل الخير وأخذن بأيدى النساء والبنات بُغية إنقاذهن من النار ليلحقن بالنبى الحبيب المختار.

¤ تاسعاً:

أختى الداعية، إرجعى الى الله دائما وأدخلى فى سباق التائبات والمستغفرات والمشمرات.

}وسابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أُعدّت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} [الحديد:21].

وصلى اللهم على نبينا محمد معلم الناس الخير.

الكاتب: بقلم: نبيل جلهوم.

المصدر: موقع صيد الفوائد.